بقلم أ.يوسف كيال

ذكرى يوم الأرض47

بين ما كان.... وما يجب أن يكون

 

يُحيي أبناء الداخل الفلسطيني الذكرى 47 ليوم الأرض في ظروف تكاد تكون غير مسبوقة على كافة المستويات. فآفة البطش والهدم وانتهاك حرمة المقدسات لا تتوقف، والنقب يعيش نكبة يومية،فكل من البيت والأرض والانسان في خطر دائم  ومهدد باستمرار، إضافة الى مجموعة من مشاريع قوانين عنصرية أعدتها الحكومة الحالية، تتعارض مع مبدأ كرامة الفرد أو حريته أو أمنه وأمانه على أرضه بل تهدّد هويته.

تشهد البلدات العربية في الداخل ازدياداً في حالات العنف وارتفاعاً في أعداد الضحايا ،أضف إلى هذا كله انحسارالعمل السياسي وأزمة في الوعي الوطني، وفوق كل هذا وبعده الفشل الذريع لمراهنة بعض الاحزاب السياسية على الكنيست لحل مشاكل الداخل الفلسطيني، مما أدى إلى حالة من الإحباط غير المسبوق لدى قطاعات واسعة من أبناء مجتمعنا الفلسطيني في الداخل.

تكتسب ذكرى يوم الارض47 أهمية خاصة لدى الإنسان الفلسطيني لما في سياق أحداثها من آثار إيجابية على المدى البعيد على شعبنا الفلسطيني ككل والداخل على وجه الخصوص.

فقد أفرزت هذه الأحداث وما كان من انتكاسة وفشل لأذرع الحكومة الإسرائيلية عند محاولتهم مصادرة الأرض وكسر إرادة الإنسان الفلسطيني معادلةً مصيرية لكيفية التعامل مع سياسة الظلم والبطش . تثبّت هذه المعادلة بوصلة جديدة لأبناء الداخل الفلسطيني، مفادها أن الحراك الجماهيري والنضال الشعبي بالأدوات المشروعة هي الوسيلة الوحيدة لصد سياسة الظلم للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

فهناك ضرورة لإعادة النظر في قراءة، ليس الأحداث فقط، ولكن وسائل التعامل معها ايضا.

 لجنة المتابعة والأحزاب والمنظمات الوطنية الفاعلة مدعوة إلى التواصل الجماهيري والعمل على زيادة الوعي الوطني والاجتماعي لغرس حصانة لأبناء مجتمعنا من الآفات والمظاهر السلبية، كما ندعو إلى تفعيل دور اللجان الشعبية في تحريك الشارع الفلسطيني.

فكلما زاد الوعي وشمل قطاعات أوسع من المجتمع الفلسطيني، ضيقنا دائرة العنف والجريمة والانحراف الأخلاقي والوطني.

كما أننا بحاجة إلى ترتيب سلم الأولويات عند أبناء الداخل الفلسطيني بحيث تكون قيمنا وثوابتنا الوطنية  فوق كل اعتبار، حتى لا تضيع البوصلة الوطنية في ظل هذا الواقع الصعب.

أصبح من الواضح أن الواقع يستوجب العمل الجماعي والتنسيق على أعلى المستويات بين الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة وتجاوز كل الخلافات، وأصبح من الواضح أن العمل الفردي دون الاجماع الوطني مآله الى الانتكاس وتشكيل طعنة في ظهر المشروع الوطني.

 

من هنا، نرى أن الحاجة الاستراتيجية لتشكيل لجان شعبية في كل بلدة لتنضم الى قوافل اللجان الشعبية المنضوية تحت مظلة لجنة المتابعة والارتقاء بأدائها مستلهمةً نضال أبناء شعبنا في مثلث يوم الأرض هي الضمان لديمومة علو راية العزة الوطنية والصمود والانتصار.