بقلم الشيخ حسام أبو ليل

 

رئيس حزب الوفاء والإصلاح

 

"الكنيست الصهيونية" والثوابت لا يلتقيان

 

بداية، نحن لسنا في مناكفة مع أحد، نحن نتحدث عن "الكنيست" التي هي جزء أساس من المشروع الصهيوني العنصري الإحلالي.

نحن العرب الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني جزء أصيل من شعب وأمة، لنا ثوابتنا وهويتنا وحضارتنا، نعيش على أرضنا في ظل حكم سلب, ومازال, حقوقنا ويحارب انتماءنا .

جاء المشروع الصهيوني الغربي ليطمس كل انتماء لنا وارتباط بهويتنا، فقتل وشرّد وصادر ودمّر وغيّر وجاء بأغراب فسكنوا بيوتنا، وما زال يلاحق كل معالم وجودنا.

هذا المشروع ينطلق من عقلية مستعلية متغطرسة تعتبرنا أعداءً وأغرابا في وطننا، وتعاملنا على أساس ذلك وتسن القوانين، ولن تتغير هذه العقلية.

فكيف للعربي الفلسطيني أن يكون جزءًا ممن يحافظ ويقوي مشروعهم ويعطيه ثباته، وعلى اكتافه يحققون مصالح مشروعهم من خلال دخول الكنيست, المؤسسة التشريعية التي بُنيت على هذا الأساس، فيشارك في التصويت على كل قانون، عارضه أم أيّده،  أو بدخول الائتلاف الحكومي أو التوصية على من يشكلها والتي هي الأداة والسوط لتنفيذ مشروعهم وتغييب هويتنا وثوابتنا؟!

إن كل محاولة لإقناعنا أن العربي سيؤثر على القضايا الكبرى والمطلبية ما هو إلا ذر للرماد في العيون ووهم وسراب يلهثون خلفه، بل ساعد وجود أعضاء عرب في الكنيست الصهيونية في تلميع صورتها العنصرية (اللهم إلا المكاسب الشخصية والخلاف على ذلك)، وميّع هويتنا وأضعف الخطاب الوطني, والواقع المشاهد خير شاهد، والتصريحات والقوانين أوضح من الواضح.

نحن حافظنا على وجودنا, ونناضل للحفاظ على  هويتنا (لغتنا وقيمنا ومعالم وجودنا...)، ترتب على ذلك، قصرًا، أن نكون تحت حكم لا يمثل ثوابتنا، فحقنا الحصول على متطلبات حياتنا الإنسانية اليومية المكفولة لنا، عبر قنواتها القانونية من غيرتنازلات ولا توقف عن نصرة ثوابتنا التي هي أساس نضالنا، ولا تكون الحقوق المطلبية هي الأساس والسقف الأعلى لذلك! فنترك القضايا الكبرى المتعلقة بشعبنا وانتمائنا.

وها نحن نحيي الذكرى 22 لهبة القدس والاقصى كمحطة شعبية مشرفة لنصرة الأقصى, ولم ينصره خطابات منصة الكنيست ولا الائتلاف المشؤوم الذي تزايدت في عهده الانتهاكات بحقه.

لا ينصر الأقصى الإسلامي العربي الا من كان متجردًا من كل انتماء إلا الانتماء الخالص لشعبنا وأمتنا وثوابتنا وحضارتنا، ولم يتلطخ بولاء وانتماء لمشاريع لا تتصل بثوابتنا، ولا شك ولا ريب أن الكنيست الصهيونية لطخة سيئة ستلازم أصحابها أبد الدهر.

ندعو إلى بناء لجنة المتابعة وتفعيل مؤسساتها والنضال معاً بين جماهيرنا وفق رؤية ومشروع محدد المعالم  بعيدًا عن المصالح الضيقة والمناكفات، ننتصر فيه لثوابتنا وحقوقنا وبعيدً[ا عن لعبة وتنافس كراسي " الكنيست الصهيونية" التي تثبت يوما بعد يوم ما نقوله دائما أنها طريق فاشل ووهم كاذب ولهث خلف سراب.

لن نكون شركاء في أي لعبة ومشروع أو مؤسسة تخدش انتماءنا وهويتنا ويمزقنا، لا ننتمي إليه ولا ينتمي إلينا، ولسنا مرغمين عليه... ولن نرحل.