بقلم د.حسن صنع الله
مشروعنا ام مشروعهم؟
إن مشروعنا الوطني يعبر عن تمسكنا بحقوقنا وأرضنا التاريخية ومقدساتنا، بثوابتنا، بروايتنا، بهُويتنا وعقيدتنا. هناك اليوم من يحاول أن يسوّق لنا المشروع الصهيوني بذريعة الخدمات والميزانيات، وهؤلاء وعلى رأسهم قيادة الموحدة يرون في التمسك بالمشروع الوطني الفلسطيني عقبة كؤود يجب التخلي عنها من أجل تحقيق مصالح خدماتية وتحصيل ميزانيات للحكم المحلي.
قلناها ولا زلنا نرددها أن الكنيست تحقق مصلحة قومية صهيونية مجردة، وكل من ينخرط في هذه اللعبة يخدم المشروع الصهيوني، وهذا المشروع لا يمثلنا فنحن أصحاب دين وعقيدة وأرض ووطن ورواية ومشروع وطني وثوابث.
نحن، شئتم أم أبيتم جزء من الكل الفلسطيني ولا خصوصيات تحكمنا ولا قناعات شخصية ولا تكتيكات سياسية عندما يتعلق الموضوع بالمشروع الوطني والثوابت والأرض والوطن.
فالعبثية وبيع الأوهام، لا بل إن قمة الدونِيّة والانحطاط السياسي وعدم الواقعية هو أن تلقي نفسك في أحضان المشروع الصهيوني. أما فيما يتعلق بالخدمات والميزانيات فإن أي رئيس سلطة محلية كممثل جمهور خدماتي وصاحب كفاءه يمكنه طرق أبواب الوزارات لتحصيل الميزانيات ولا حاجة لأي واسطة من أعضاء الكنيست.
المؤسسة الإسرائيلية التي أفشلت كل التسويات السياسية تعترف أنها تدير الصراع اليوم مع الجانب الفلسطيني، فهي تحاول شيطنة الفلسطيني والقضاء على قضيته وروايته، وعليه كل من ينضوي تحت سقف الكنيست الإسرائيلي يساعد هذه المؤسسة على إدارة هذا الصراع حتى تتم تصفية القضية الفلسطينية إلى غير رجعة.
من يريد أن يحقق للداخل الفلسطيني خدمات وميزانيات دفع ثمنها اعتراف بيهودية الدولة، لا بل تشارك القائمة الموحدة في صناعة القرار كونها جزء من حكومة الائتلاف الصهيوني سواء صوت أعضاؤها مع أو ضد أي مشروع قانون يستهدف الوجود الفلسطيني، لذلك الموحدة شريكة في تمرير قانون منع لم شمل العائلات الفلسطينية في القراءة الأولى وشريكة في الجرائم الصهيونية التي تُرتكب بحق أهلنا في القدس والنقب وغيرهما من المواقع.
لقد أصبح رئيس الموحدة مدافعاً عن المؤسسة الإسرائيلية ومشروعها الصهيوني عندما رد على تقرير منظمة " أمنستي"، نافيًا ومعارضًا اعتبار المؤسسة الإسرائيلية" دولة فصل عنصري"، ثم تأييده لمسار التطبيع بكل وضوح وصراحة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوة على كل من دعم الموحدة ومشروع الكنيست هل أنتم راضون عن هذا الانحطاط السياسي الذي وصلت اليه الموحدة. أمّا رسالتي للمدافعين والمنافحين عن مشروع الموحدة وقناعات رئيسها، والذين لا يجدون لأنفسهم من وسيلة دفاع سوى اتهام الآخرين بأنهم كارهون وشانئون، أقول لهم إن شعبنا الفلسطيني بشكل عام وداخلنا الفلسطيني بشكل خاص ليسوا قطيعاً يُساق.