فلسطينيات

زاوية تعنى بالتاريخ والتراث الفلسطيني

يحررها أ.سامي حلمي  

 

مجزرة صندلة في الذاكرة

 

تقع قرية صندلة في مرج ابن عامر بين مدينتي الناصرة وجنين وتجاورها قريتا مقيبلة والجلمة, وهي من القرى الصامدة التي بقيت بعد نكبة فلسطين 1948 شأنها شأن عشرات القرى التي رزحت تحت وطأة الحكم العسكري الصهيوني حتى سنة 1966.

وقعت المجزرة في تاريخ 17 أيلول من سنة 1957 حيث اعتاد طلاب القرية، البالغ عددهم وقتذاك 45 طالبًا، التوجه سيرًا على الأقدام إلى مدرسة قرية مقيبلة المجاورة لتلقي العلم، وفي أحد أيام عودتهم من المدرسة انفجر لغم ب 18 طالبًا مما أدى إلى استشهاد 15 منهم و 3 أصيبوا بجراح متفاوتة.

هؤلاء الزهرات الشهداء كانت أعمارهم تتراوح بين 8-10 سنوات وشكلوا نسبة الثلث من تعداد طلاب القرية.

وكعادة المشروع الصهيوني، الذي يعمل دائما على تمييع القضايا التي تخص شعبنا الفلسطيني، فقد أشار أنه غير مسؤول عن هذه المجزرة، بل الجيش الأردني هو المسؤول على الرغم من أن القرية كانت تحت الحكم العسكري الصهيوني وفي عهدته, من هنا، يمكننا استخلاص عبرٍ  تاريخية مهمة من الطرق والأدوات الممنهجة التي يستعين بها الاحتلال في تبرير أفعاله الشنيعة ، وهي كالتالي:

  • - لا قيمة للإنسان العربي الفلسطيني في نظر المشروع الصهيوني.
  • - التنكيل بأهالي الشهداء وأهالي القرية ومنعهم من الدخول والخروج  على الرغم من مصابهم الأليم.

  • - رفض الحاكم العسكري فتح أي تحقيق حول المجزرة قائلا : " إن أهالي الضحايا يؤمنون بالقضاء والقدر ولا يرغبون بتدخل أي انسان, أو ملاحقة هذا الملف".
  •  
  • - حرمان القوى الوطنية والقرى المجاورة والأقارب من خارج البلدة من المشاركة بجنازة الأطفال .
  • - إغلاق ملف التحقيق دون توجيه اتهام لأي شخصية رسمية أو غير رسمية وإنما اتهام الجيش الأردني بأن اللغم (القنبلة) هو من مخلفاته.
  • - تناقلت الصحافة العبرية خبر المجزرة على أنه خبر عادي وأنه قضاء وقدر .

 

ولا بد أن نؤكد المؤكد من خلال العبارة , ما أشبه اليوم بالأمس , فسياسة المشروع الصهيوني تجاه داخلنا الفلسطيني لم تتغير وهي تأخذ أشكالا وأدوات قديمة جديدة هدفها طمس هويتنا وتزييف تاريخنا والتقليل من شأنه.

(صور من إحياء الذكرى ال 60 لمجزرة صندلة) :