بقلم المحامي زاهي نجيدات

 

خطابنا السياسي إلى أين

 

الخطاب السياسي:- هو منظومة من الأفكار والرؤى والتوجيهات المدروسة و الهادفة،  يُخاطب بها جمهور الهدف محليًا أو دوليًا.

قيمة الخطاب السياسي تكمن في الرسالة التي يُراد إيصالها وليس في الكماليات الجماليات،  والواقع و الميدان هو المحك العملي للحكم على الخطاب السياسي .

 

 منذ انطلاقته كان المشروع الصهيوني واضح المعالم والأهداف ولم يغيّر خطابه، فهو يسعى لاقتلاع الفلسطيني كإنسان ومصادرة أرضه ليملّكها لليهودي الذي سيحل محله.

من المؤسف أن التغييرات حصلت عندنا نحن أهل الداخل، فمن ناحية سَنَّ دهاقنة المشروع الصهيوني "قانون القومية" الذي يلغي وجودنا، ومن ناحية أخرى البعض منا يخوض لعبة الكنيست الصهيوني، ثم تدرج ليوصي على من يكون رئيس الحكومة ، والبعض الآخر تخطى كل ذلك و دخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي وبات يروّج لخطاب مطلبي، ومع هذا بقيت ثلة متمسكة بالثوابت الوطنية قولًا وعملًا، خطابًا وممارسة.

 

وهنا لا بد من الإشارة إلى مسؤولية القيادة في رفع الوعي لدى أفراد المجتمع و ضبط البوصلة باتجاه الثوابت وليس الركوب على موجة العواطف بأسلوب شعبوي فجّ، فعلينا مسؤولية أمام الله ثم أمام التاريخ وأمام  من لا يزال يحمل مفتاح العودة، وعلينا مسؤولية أمام دماء الشهداء وآلام الجرحى وآهات الأرامل والأيتام ، وأنين سجناء الحرية.

 

إنّ التمسك بالثوابت ينتج عنه خطاب سياسي واضح المعالم، يعتني بالمصطلحات القِيَميّة والمصطلحات الفلسطينية و الوطنية، ما ترجَمَتُهُ حفظ وترسيخ أسماء المدن و القرى والمضارب والخِرَب والمقدسات، بل العناية والتدقيق الشديدَين في كل لفظة دون كلل أو ملل، لأن التكرار يفيد الإقرار في أذهاننا وأذهان الأجيال القادمة، لنحفظ الرواية من عبث المشروع الصهيوني الذي يسخّر المقدرات الهائلة لتغليب روايته الزائفة على رواية أصحاب البلاد.

 فالمنشود، والذي يحتاج منا إلى جهود جبارة، هو أن يرتقي خطابنا السياسي الجماعي لأن يكون خطابًا وطنيًا بامتياز.