بقلم أ. أحمد سليمان

 

الشباب ..فترةُ يجب استثمارها

طالما تغنت العرب بالشباب وفترة الشباب وضربوا بها الامثال وجعلوا بالشعر النصيب الكبير لها :

 "فيا ليت الشبابَ يعود يوما لأخبره بما صنع المشيبُ"

وهذه سنة الله في خلقه ان جعل القوة والنشاط والعطاء في فترة الشباب، وصدق الله القائل في كتابه العزيز

قال الله في كتابه العزيز: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} الروم54.

وكما رأينا واقعًا أن النصرة بالشباب والحكمة من الشيوخ،ولا شك بأن ازدهار الأوطان إنما يكون بشبابها, فهم عماد الوطن والأمة, فاذا صلح حال الشباب صلحت الأمة أجمع.

 

فترة الشباب هي فترة مهمة وفاصلة في الحياة الدنيا، و كذلك في الاخرة " ويُسأل عن شبابه فيما أبلاه"، فكما أن الشباب هم عماد المجتمع ووكلاء التغيير, فهم بمثابة الهيئة التنفيذية لكل قرار يٌتخذ.

 

  للشباب أيضًا حق على المجتمع  , فعليه أن يوفر لهم دورات التوعية, مرافق الترفيه, ومبادرات شبابية, لتسخير القوى المختلفة والطاقات الجبارة وتسييرها بالمسار الصحيح.

 

ولا ننسى دور الأهل في تربية هذا الجيل " فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، فعلى الاهل غرس مبادئ حب الدين والأوطان في أبنائهم من صغرهم " فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر"، وعلى الأهل تقع المسؤولية في اختيار المدارس المناسبة والدروات الملائمة للتنمية القويمة.

 

ولا ننسى تاريخنا المشرف في الأندلس, فكانت المَنَعَة والقوة للمسلمين ما دام قلب شبابها على بلدهم, وفي حال تحول القلب للدنيا حالت عنهم الدنيا والآخرة.

 

إذن،الشباب هم عماد المجتمعات وما حصل في بلادنا في هبة الكرامة ليس منا ببعيد, فلولا يقظة الشباب الذين أثبتوا أن الكرامة فوق كل اعتبار, وأنهم مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس في ي سبيل العيش الكريم, فلولاهم لكنا اليوم "نعدّ موتانا" كما أراد العنصري "عميت سيجف"، في إشارة منه لمواطني اللد من العرب الذين هبوا ليحموا بيوتهم ومسجدهم من هجمات قطعان المستوطنين برعاية الشرطة الإسرائيلية. أراد ان نعد موتانا فبقيت الأمنية عالقة في جوفه بفضل الشباب وجهود الشباب.

 

ومن هذا المنبر، لا يسعنا إلا أن نشكر جماهير الشباب في كل قرانا ومدننا, على جهودهم الجبارة ويقظتهم وعلى ما استعادوا لنا من كرامة وعنفوان, فلهم يعود فضل تسمية هذه الهبة بهبة الكرامة.