رئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل في حوار خاص مع "نشرة الوفاء"حول آفة العنف والجريمة المستشرية في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني:

" يا أهلنا: بدل دفع المال في شراء السلاح الذي يقتل أبناءنا ويدمر أحلامهم ومستقبلهم ونجاحاتهم العلمية والاقتصادية وينشر الذعر وخراب البيوت, ادفعوها في مشاريع الخير لنهضة مجتمعنا ونصرة ثوابتنا."

 


1-  باتت آفة العنف تعصف بمجتمعنا في الداخل الفلسطيني، ما هي عوامل استفحالها  من وجهة نظركم الخاصة ؟

بداية نوجه التحية لكل أبناء شعبنا وأمتنا, ونؤكد ان الغالبية من أبناء الداخل الفلسطيني هم طيبون وخيّرون وينبذون العنف والجريمة

لكن هناك مجموعة قليلة ممن يمارسون العنف والجريمة ولا يمثلون أخلاق وثقافة شعبنا, ولا أستبعد ان تكون هناك أيد دخيلة تعمل وتشجع انتشاره.

وعوامل انتشار العنف كثيرة وتحتاج الى بحث وتفصيل, لكن في عجالة, هذه بعض العوامل:

1) ضعف التربية الأخلاقية الجادة والمهنية في البيت والمدرسة, وضعف الوازع والتربية الإيمانية من كل الجهات القادرة والفاعلة

2) الجانب الاقتصادي, سواء كان بسبب الحاجة او الرفاهية التي ينشدها البعض

3) دور المؤسسة الإسرائيلية وخاصة أذرعها الأمنية في غض الطرف عن فوضى انتشار السلاح والتلكؤ في ملاحقة عصابات الجريمة ومرتكبي الجرائم.

بل لعلي لا أبالغ ان قلت ان من الجرائم من تنفذها جهات محسوبة على الأمن الإسرائيلي مستغلة هذه الفوضى، وهنا يتبادر سؤال إلى الذهن، مَن الذي اغتال القيادي الشيخ محمد أبو نجم؟ ولماذا ؟، ومن الذي حاول اغتيال الدكتور سليمان اغبارية؟ ولماذا، ومن ومن...؟؟

4) أكل حقوق الناس والمماطلة في رد الحقوق

5) دافع الانتقام بسبب التعصبات المختلفة, عائلية, طائفية, حزبية
6) الانفتاح غير المضبوط على شبكات التواصل, وما يعرض في وسائل الاعلام والقنوات

7) ضعف لغة الحوار وخلق التسامح والعفو


2-  لماذا اصبح القتل سهلا في ظل استفحال آفة العنف مع حرمة قتل النفس في العموم؟

لا شك أن ضعف الوازع الإيماني والوطني والأخلاقي, مع جهلهم بالعواقب الدنيوية والأخروية, ثم لا رادع قانوني ومجتمعي حازم, مع تسهيل وصول السلاح إليهم

ولو يعلم من يفكر بالجريمة ما هي حرمة وخطورة سفك الدم الحرام وعواقبها ما تجرأ

 3- ما هي الأسباب التي من شأنها دفع الشباب للانخراط في عصابات الجريمة المنظمة أو عصابات الخاوة؟

البعض يرى فيها قوة ورجولة وهيبة, مع الأسف, وهذا وهم وخداع للنفس, والبعض يكون مبتزا منها لسبب ما, والبعض يرى فيها ربحا سريعا

4- ما هي اثار هذه الظاهر على تماسك مجتمعنا ؟

العنف والجريمة وفوضى السلاح, تستنزف شبابنا, وأموالنا, وتضعف نهضة مجتمعنا ومستقبل أبنائنا,  وتنشر الرعب والخوف والفوضى

هذه الظاهرة تفرح الأعداء الذين يسعون لإشغالنا بها عن دورنا الوطني في الدفاع عن هويتنا وارضنا ومقدساتنا

 4- هل ثقافتنا وحضارتنا نحن العرب كما يدعي البعض تشجع ثقافة العنف؟

هذا افتراء وتجنٍ متعمد من حاقدين شواذ لزعزعة ثقة أهلنا بموروثهم الحضاري والثقافي, فإن حضارتنا الإسلامية والعربية زاخرة بأروع المثل العليا في الأخلاق والدعوة الى الحوار والتسامح والرفق, قولا وعملا, تفخر به البشرية, وما ظاهرة العنف الا دخيلة علينا, وكما أسلفت إن غالبية مجتمعنا يرفضها ولا يربي عليها
 
5- كيف بالإمكان تقوية دور وهيبة لجان الإصلاح؟ وهل من نصائح تقدمونها في هذا الشأن؟
لا بد أولا أن نوجه التحية الى كل من يعمل جاهدا من أجل الإصلاح وفض النزاعات, ونقول لأهلنا جميعا: إن الخير في الإصلاح كما قال تعالى (والصلح خير), فإن عجزتم عن إنهاء الخلافات بأنفسكم فاستعينوا بأهل الصلاح والإصلاح وارضوا بحكمهم درءً للضرر الأكبر, ولا بد لأهلنا وقياداتنا وأحزابنا تقوية وتعزيز احترام وهيبة ودور لجان الإصلاح, وتخصيص الميزانيات اللازمة لاستمرار دورها.

 وعلى من يتصدى لهذا الدور النبيل أن يتحلى بالصبر والنفس الطويل وأن يتزود بقدر كاف من الثقافة الشرعية والقانونية, وأن يكون لهم مستشارون شرعيون وحقوقيون, ولا ينسى من يعمل للإصلاح والتوفيق بين المتخاصمين كم له من الأجر والقدر العظيم.


 6- ما هو الدور الذي تقومون به في حزب الوفاء والإصلاح في هذا الشأن؟

هناك دور على الصعيد الشخصي ودور عام, أما فيما يخص الدور الشخصي, فيقوم فيه كل فرد من أعضاء الحزب أخوة وأخوات كل في موقعه وقدرته بالإصلاح بين المتخاصمين في بلده بما لهم من ثقة بين أبناء بلدانهم وما أوتوا من علم وتجربة, وكذلك دورهم التوعوي في ذلك.

اما على الصعيد العام فان حزب الوفاء والإصلاح أعلنها منذ تأسيسه ومن خلال اسمه وتعريفه أنه حزب يعمل في الجانب الوطني والدور الإصلاحي المجتمعي, فقام الحزب مجتهدا بما أوتي من قدرات بنشر الوعي من خلال المحاضرات والنشرات والمنشورات والمقابلات الإعلامية والندوات للتحذير من العنف وما يرافقه, أسبابه ونتائجه, والخلافات الاسرية, وكذلك نشر ثقافة الحوار, والتركيز على دور الاسرة في التربية والإصلاح كونها اللبنة الأساس, ويقوم الحزب بالمشاركة في الفعاليات العامة من خلال لجنة المتابعة العليا, وهو مستمر في رسالته هذه.
 8- ما هي نظرتكم لدور المؤسسة الإسرائيلية في ملف العنف في المجتمع العربي؟
المؤسسة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية أكبر سبب لهذا البلاء, فبدل أن تتعامل معنا كمواطنين فتقوم بدعم وتعزيز الجانب التربوي الصحيح في مؤسساتنا التربوية والتعليمية من خلال تخصيص المناهج والميزانيات والمحاضرين الأكفاء من أبناء مجتمعنا, وكذلك أخذ دورها في نشر الأمن وملاحقة المتورطين في العنف والجريمة, هي تعاملنا كأعداء فتسهل وصول السلاح وتتستر وتغض الطرف عن أرباب الجريمة والمتورطين في ذلك, هذا إن لم تكن متواطئة وشريكة كذلك, ورغم ما لديها من قدرات كافية لا تقوم بحل رموز الجرائم وملاحقة الجناة إلا القليل النادر على استحياء لذر الرماد في العيون.

 9- ما هو السبيل للخروج من هذه الآفة أو للحد والتخفيف منها ؟

رسالتي الى أهلنا عامة: إن كل فرد فينا مسؤول عن نهضة أو هدم مجتمعنا, وعن تثبيت هويتنا والمحافظة عليها أو شرذمتنا, ما لنا بعد الله من ناصر إلا أنفسنا, فليقم كل بضبط نفسه وتغليب لغة الحوار وفض الخلافات بالتي هي أحسن, أو التوجه إلى أهل الإصلاح واحترامهم وقبول حكمهم.

وأدعو شبابنا وكل أهلنا, إلى تجنب ما يثير الخصومات واستفزاز الغير وأذيتهم, من خلافات زوجية وعائلية, وتصرفات شاذة في الشوارع, وكذلك عدم أكل حقوق الناس

وكذلك أخذ الدور في التربية  والحوار والمعاملة الطيبة من خلال الأسرة

كما أدعو المؤسسات التعليمية والدينية أن يعطوا اهتماما في التوجيه

ورسالتي الى القيادات والأحزاب ورؤساء العائلات: أعطوا من جهدكم ومقدراتكم للتوعية ونبذ العنف, وإياكم والتعصب واللغة والتصرفات المثيرة والمستفزة للغير أو التي تمسّ ثوابتنا الدينية والوطنية

وعلى كل زعامة العائلات أن ينتبهوا لأبناء عائلاتهم, راقبوهم واجلسوا معهم واردعوهم وادعموهم ماديا ومعنويا ولا تتركوهم لأهوائهم ورفقاء السوء.

يا أهلنا جميعا, عدونا فرح بانتشار الفوضى بيننا, فلا تكونوا ألعوبة بيدهم يستغلونكم, أو يستغلكم أناس انتهازيون نفعيون ـو مأجورون.

يا أهلنا: بدل دفع المال في شراء السلاح الذي يقتل أبناءنا ويدمر أحلامهم ومستقبلهم ونجاحاتهم العلمية والاقتصادية وينشر الذعر وخراب البيوت, ادفعوها في مشاريع الخير لنهضة مجتمعنا ونصرة ثوابتنا.

نسأل الله السلامة والأمن لمجتمعنا وأمتنا والتعاون على البر والتقوى