كــلمـة الـعـدد

عدد أيلول 2020

بين يدي الذكرى ال 20  لهبة القدس والأقصى

في الفاتح من تشرين الأول لهذا العام 2020 تحل علينا الذكرى العشرين لهبة القدس والأقصى، تلك الهبة التي ما كانت إلا انتصاراً للقدس والمسرى السليب يوم اقتحمه شارون تحت مظلة حكومة حزب العمل ومصحوباً بحراسة أمنية مشددة، وقد فهم شعبنا الفلسطيني جيداً رسائل ذاك الاقتحام الاحتلالي المشؤوم و الساعي لترسيخ فكرة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك، فهب وانتفض فكان من أبنائه الشهداء والجرحى، وكان نصيب داخلنا الفلسطيني ثلاثة عشرة شهيداً في عمر الورد، لم يُسجن أياً من قاتليهم بل نالوا الترقيات والنياشين، وعليه فالمطلوب متابعة هذا الملف حتى ينال كل مجرم عقابه المستحق.

اليوم وبعد عشرين عاماً، فإن المخاطر على المسجد الأقصى في ازدياد مضطرد في ظل تطبيع بعض الأنظمة العربية علاقاتها مع الجانب الإسرائيلي الذي بات يستشعر خلو " الميدان لحميدان"، لذا فالمطلوب استمرار التواصل مع الأقصى وأهله.
ونذكّر من نسي أو تناسى أنّ شعبنا الفلسطيني البطل اعتاد أن يُبهرالدنيا بالذات عندما يكون ظهره إلى الحائط، وثوابته على مقصلة الاستئصال.

 تطبيع أم تحالف
إن ما أقدمت عليه بعض الأنظمة العربية كالإمارات والبحرين ومن سيأتي بعدهم فيما يسمى تطبيعاً للعلاقات مع المؤسسة الإسرائيلية هو في الحقيقة أقرب إلى كونه تحالفاً منه إلى التطبيع، كيف لا والمصالح والأهداف ،ومنذ مدة، هي ذاتها في ليبيا وفي اليمن وفي شرق المتوسط وعلى صعيد القضية الفلسطينية التي تلقت طعنة في الظهر وبخنجر مسموم.

يلحظ الناظر كأنّ كل ما يحلم قادة المشروع الصهيوني يقوم به هؤلاء" الحلفاء" بمعية النظام السعودي والنظام الإنقلابي في مصر.
سيعلم هؤلاء المطبعون والمطبلون كم هم مخطئون في توجهم هذا، والذي يتنافى أول ما يتنافى مع نبض شعوبهم هم.

نحن أبناء النكبة وأصحاب الخبرة والدراية العميقة بالعقلية الصهيونية نعلم أن المطبعين سيأتي اليوم الذي يعضون فيه على أصابع الندم...ولكن ولات حين مندم.
 

السودان إلى أين؟

يرتبط الشعب السوداني الشقيق بشعبنا الفلسطيني بعلاقات دافئة جداً، بل بوحدة الأمل والألم، كيف لا والخرطوم هي صاحبة اللاءات الثلاث تجاه المؤسسة الإسرائيلية( لا مفاوضات، لا اعتراف، لا صلح)، ولكن على ما يبدو أن هناك مياه غريبة تجري في طواحين النظام السوداني العسكري المؤقت.

 إنّ اللافت للنظرأن بعض قادة النظام المذكور غادر السودان وهو يغرق في الفيضانات الأخيرة متوجهاً إلى الخارج مما أثار انتقادات وعلامات سؤال لدى الإعلام المحلي لأن الأصل بأي "مسؤول" أن يقطع زيارته الخارجية ويعود إلى بلاده في حالات الطوارئ.

لكن المؤسف أن البعض يحمل أجندة دخيلة على أصالة السودانيين وموقفهم من القضية الفلسطينية، فمن لقاء سري مع نتنياهو إلى سفر إلى " أبوظبي" محطة التطبيع، مما يثير حالة من البلبلة السياسية في السودان المنكوب، وكلنا أمل أن ترجح كفة العقلاء وأصحاب العقول الرشيدة في الحفاظ على السودان سنداً وعوناً لنفسه أولاً ثم لقضايا العالم العربي والأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الأم للجميع، القضية الفلسطينية، وهنا لا بد لنا من الإشادة بكل جهود الإغاثة المقدمة لأهلنا في السودان واستنكار حالة اللامبالاة والنفاق السياسي  التي أبدتها و تعاملت بها دول كثيرة مع ذات الكارثة .