بقلم أ. يوسف كيال
المعلم صاحب الرسالة وأيّ رسالة
فرضت جائحة كورنا اعتبارات خاصة في جل القضايا الحياتية والاجتماعية التي نعيشها هذه الأيام . ولا شك أن قضية التعليم والمدارس ليست بمنأى عن هذه الخصوصية، ونحن على أبواب افتتاح السنة الدراسية تكثر الاجتهادات على المستويين الشعبي والرسمي في كيفية التعاطي مع هذا الموضوع .
وبغض النظر عن الكيفية التي ستعتمد لما يخص التعليم والمدارس , فلا بد هنا من التأكيد على أهمية دور المعلم الذي يعتبر مصيرياً وحاسماً في حياة الطلاب .
إنّ دور المعلم هو أمانة تتجاوز بأهميتها أداء الدور الوظيفي بل إنّ المعلم هو الحصن الأول والأخير في مسيرة الطالب التعليمية في مدارسنا نحن أبناء الداخل الفلسطيني بما نعيش من ظروف معقدة ومتداخلة.
فالمأمول من المعلم أن يكون حريصا على إتقان عمله ويقدم المعلومات بجودة عالية وأساليب إبداعية ومرغبة ، كما أنّ المعلم هو مائدة أخلاقية يغترف منها الطالب قيمه وفي نفس الوقت عين المعلم تدقق ولا تغفل عن المحاولات المشبوهة لعناصر كثيرة دخيلة على المدارس وعلى طلابنا بشتى المسميات والوسائل من أجل تذويت مفاهيم وطرح مشاريع اجتماعية وسياسية غير نظيفة كالخدمة المدنية , احترام الشذوذ , التماهي مع الانحرافات الاجتماعية والنظر إليها كتجسيد للتحضر والتحرر , استعمال المصطلحات السياسية المؤسرلة كبديل عن القيم الوطنية .
ومن هنا تتجسد قيمة رسالة المعلم الحقيقية بإدراك المعلم لهذه التحديات وإنجاز دوره كحصن منيع بوجهها حفاظاً على أصالة القيم الدينية والاجتماعية والوطنية والأخلاقية في حياة الطلاب.
لقد كثرت الأمثلة والأقوال في قيمة المعلم على مر العصور بين شعوب العالم : فوصف المعلمون، على سبيل المثال، كورثة الأنبياء , معجزة الحياة , أساس بناء الحضارة , دعامة المجتمع , صانع الأجيال , باني الإنسان وكثير كثير من الفضائل .
ونحن في الحقيقة عيوننا على المعلم مفاخرين بهذه المنارة وهو يبني إنساناً ذا خلق متمسك بثوابته الوطنية وقيمه الاجتماعية الأصيلة , إيجابياً في مجتمعه صامداً بوجه أصحاب المشاريع الساقطة اجتماعيا واخلاقيا وسياسيا سواء كانوا جمعيات مشبوهة او أفراداً محسوبين على جهات لا تحمل في اجندتها الخير لهذه الأجيال.
عيوننا على المعلم ومفاخرين به وهو يدرك أنّ عدم تعليم الطلاب أو التقصير في أداء الواجب بسبب كورونا هو اخطر على طلابنا من كورونا، وبالتالي المأمول من المعلم أن يتقن عمله كما يجب وينكب على ابتكار الأفكار كيف يصنع إنساناً يكون في نهاية مسيرته الدراسية قدوةً من حيث النجاح والانجاز، بل و أخلاقياً, سلوكياً, اجتماعياً ووطنياً نتاج أداء معلم راقٍ حاملٍ لرسالة وأي رسالة.