السبت 22-8-2020

ثوابتنا الوطنية بين الأصالة والتفريط”: محاضرة للبروفيسور إبراهيم أبو جابر.. دعا المجتمع العربي لاستخلاص العبر

 

تحت عنوان “ثوابتنا الوطنية بين الأصالة والتفريط”، قدّم البروفيسور إبراهيم أبو جابر، نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح محاضرة عبر برنامج “الزووم” الإلكتروني، مساء الجمعة.

وفي مستهل المحاضرة، رحب أبو جابر باسمه وباسم رئيس حزب الوفاء والإصلاح وأعضاء إدارة الحزب بالمشاركين والمستمعين، وأشار إلى حرص الحزب على التواصل مع أعضائه وأنصاره والجمهور عامة في كافة المناسبات. كما وتقدم بالتهاني، باسم الحزب لجميع المسلمين بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1442، مذكراً بأن يوم الجمعة تصادف الذكرى ال51 لحريق المسجد الأقصى المبارك الذي وقع في 21-8-1969.
وذكر البروفيسور إبراهيم أبو جابر أن هذه المحاضرة تأتي في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بمنعطفات خطيرة مثل “صفقة القرن” ومشروع “الضم ”  ، متسائلاً: ماذا يعني هذا الكلام؟ ألا يعني تصفية القضية الفلسطينية؟ ما الذي سيبقى من فلسطين بعد الضم الضفة الغربية؟ هذا مشروع مشؤوم وهذه نكبة جديدة للشعب الفلسطيني إن حصلت.


 ووقف أبو جابر في محاضرته عند اتفاقية ما يعرف بالتطبيع بين الإمارات والجانب الإسرائيلي قائلاً: هذا الموضوع ما يزال ساخنا، ونحن نفصل عادة ما بين النظام الرسمي العربي وما بين الشعوب العربية المغلوب على أمرها، وقد لاحظنا في الربيع العربي والثورات العربية  أن الشعوب في وادٍ والأنظمة الرسمية في وادٍ آخر.
وأكد أن الشعوب العربية تتمسك بالثوابت، لكن زمام الأمور ليست بيدها “لأنه أصلا العالم العربي غير مستقل والدول العربية ممكن أن نسميها الولايات العربية المحتلة من أمريكيا ومن إسرائيل ومن فرنسا ومن بريطانيا ومن روسيا وربما قريبا من الصين”.
وأردف قائلاً: “اتفاقية العار” بين النظام الرسمي في دولة الإمارات وبين الجانب الإسرائيلي، والآن يطبل الإسرائيليون ويزمر لمثل هذه الصفقة لأن المستفيد من هذه الصفقة هو الجانب الإسرائيلي، أما الإماراتيون فقد  يستفيدون من بعض الاستثمارات، لكن على مستوى الأمة وعلى مستوى الأمن القومي العربي وغيره بالعكس تماما، فهي طعنة في خاصرة الأمن القومي العربي.
وتساءل أبو جابر: أين هي جامعة الدول العربية؟ السطلة الفلسطينية طالبت باجتماع عاجل للجامعة العربية، لكن حتى الآن أبو الغيط لم يجب، لماذا؟ لأن النظام المصري الرسمي، نظام السيسي بارك التطبيع بين الجانب الإسرائيلي والنظام الرسمي الإماراتي، إلى جانب تهميش الأنظمة العربية الرسمية للقضية الفلسطينية.

وخلال محاضرة (ثوابتنا الوطنية بين الأصالة والتفريط)، عرّف البروفيسور إبراهيم أبو جابر بمصلح الثوابت قائلاً: هي عكس المتغيرات وتُعرّف كالتالي: “هي تلك المسلّمات والمرجعيات والقطعيات غير القابلة للتغيير ولا التبديل ولا المساومة عليها، كالأرض، والدين والهوية واللغة والمقدسات..” وهذه تُطلق على ثوابت الأمة كأمة. مضيفاً: الأمم التي تمسكت بثوابتها بقيت وانتصرت كالجزائر والهند ودعوة الإسلام وغيرها، والعكس صحيح. والثوابت عادة أصحابها بحاجة إلى ما يحصنهم مثل منظومتي القيم والأخلاق حتى لا يحصل شطط ولا ذوبان لشعوبهم ومجتمعاتهم فتضيع بوصلة نضالهم.
وبيّن أن ثوابتنا الوطنية الفلسطينية المستمدة من الثوابت العامة للأمة فهي: عروبة فلسطين  ، حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني، عودة اللاجئين حق ثابت، القدس والمسجد الأقصى ملك خالص للمسلمين والعرب، المقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر وثابت من ثوابت شعبنا الفلسطيني، فلسطينيو الداخل جزء أصيل من الشعب العربي الفلسطيني.
كما وتحدث عن بوادر ومؤشرات التخلي أو التنازل عن بعض الثوابت الوطنية، مثل تبعات المشاركة في لعبة الكنيست والتوصية على غانتس مرتين بتشكيل الحكومة، إلى جانب ذلك أشار أبو جابر إلى “دعم مشاريع لا أخلاقية داخل الكنيست بخاصة قانون الشواذ الذي حصل قبل أسابيع بتصويت البعض لصالح القانون ومعارضة البعض”، مبينا أن عدم مشاركة البعض في التصويت فالذي امتنع كأنه صوّت، وصل الأمر الى هذا المستوى. كما قال.
وتساءل مجدداً: أليست هذه طعنة في صميم قيمنا الإسلامية والعربية والفلسطينية والمسيحية؟ أيضا لأن هذا الأمر حرام في الشرائع السماوية الثلاث ولكن هذا القانون قد تم بالقراءة التمهيدية.
وعن خطاب الاندماج والأسرلة في المجتمع الإسرائيلي قال نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح إنه “يُشتم من رائحة الاندماج والأسرلة في المجتمع الإسرائيلي من أجل الحصول على ميزانيات وعلى برامج تطوير وخدمات وبنى تحتية للمجتمع العربي، هذه المبررات وحجج من يأتون بهذه القضية تحت مسمى تجديد الخطاب وهذا ما قاله قادة الأحزاب بأنه يجب أن ننفتح على المجتمع الإسرائيلي، وهناك من قال إن هناك مئات الآلاف اليساريين اليهود نريد أن نكسبهم في صفوف القائمة المشتركة، وكأنه بهم سيفتح البلاد وسيحقق النصر!! ماذا فعل غانتس لهم؟”.
وبالنسبة لمسألة المال السياسي، أكد أبو جابر بأن لا أحد يعطي الأموال والدعم بدون مقابل وهذا معروف وهناك الآن انفتاح على الصناديق الصهيو أمريكية، ثم القبول بالمال السياسي من داخل إسرائيل ومن بعض الدول العربية وبالذات من دول الخليج. مؤكدا أن هذا المال السياسي له ثمن، وحتى الآن في ظل الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي لم نسمع صوتا للبعض من الداخل الفلسطيني وهذه علامة سؤال؟.
ودعا أبو جابر المجتمع العربي في الداخل إلى استخلاص العبر من هذه الأمور وغيرها وقال: على إخواننا وربعنا من المشاركين في انتخابات الكنيست أن ينتبهوا لخطاب حزب الوفاء والإصلاح ومن معه من التيارات والقوى السياسية في الداخل الفلسطيني، مشيراً إلى أنه سيأتي يوم ويتم الإعلان فيه عن وضع استراتيجية عمل متكاملة لمجتمعنا العربي وهذا الكلام موجه لإخواننا ممن يشاركون في انتخابات الكنيست.
وفي ختام محاضرته، طرح البروفيسور إبراهيم أبو جابر رؤية حزب الوفاء والإصلاح وطالب بإصلاح لجنة المتابعة وانتخاب أعضائها بصورة مباشرة من الجماهير العربية وليس تزكية كما هو الحال، ودعا إلى طرح مشروع وطني جماعي توافقي لمستقبل الجماهير العربية وتأسيس صندوق وطني مالي لجماهيرنا العربية في الداخل.
وقال: لأن الأمور وضحت أو إنها واضحة للجميع، وهذه المحاضرة جاءت في ظل ما تعيشه القضية الفلسطينية، وأنا على يقين أن مجتمعنا الفلسطيني قادر بإذن الله على افشال كل المشاريع التي تهدف الى تصفية قضيتنا الفلسطينية وانا أحيي من هذا المكان كل الشرفاء من فلسطينيين ومن عرب ومن مسلمين ومن أحرار العالم ونحيي أيضا لقيادة الفلسطينية بكل تشكيلاتها على الموقف المشرف من صفقة العار ومن صفقة التطبيع وبناء علاقات بين الجانب الإسرائيلي وما بين دولة الإمارات.