بقلم الشيخ حسام أبو ليل

رئيس حزب الوفاء والإصلاح

 

منتصرون على الشذوذ

 

إن الذين يغالبون الفطرة ويعاندون القيم خاسرون, فالفطرة هي الأصل فهي النقاء والطهارة والاستقامة التي خلق اللهُ الإنسانَ عليها, وما عداها فهو الشاذ المرفوض, (فطرة الله التي فطر الناس عليها )، وفي الحديث القدسي:"... وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ  فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ..."مهما صادمها ضعاف النفوس ومنحرفو الفكر فلن يغلبوا الفطرة القائمة على القيم الصالحة الطيبة, التي تنبذ العنف والشذوذ والإلحاد وكل انحراف

يجمع كل الناس على اختلاف مشاربهم أن الفطرة والقيم تمثلهم ولا يرضون سواها لأنفسهم وأبنائهم, فهي تمثل المنطلق الآمن الناجح في رحلة المستقبل

قد ينحرف قلة, فكرا وممارسةً, وقد يصدرون بعض الضجيج هنا وهناك, ولكنهم يخوضون معركة خاسرة, كريشة تعترض السيل الهادر ما تبرح أن يدفعها يمينا وشمالا وينبذها فترتد خاسئة ذليلة, لأنهم لا يملكون مقومات ولا ثوابت صحيحة, حيارى تائهون

هذا في المجمل العام, فكيف إذا كان الحديث يدور في مجتمع ومحيط نعيش فيه, وقد نشأ وسيبقى, على الفضيلة والقيم وتعاليم دينه الإسلامي التي سما بها وقلدته الأمم, فلا شك أنه لا تكافؤ بين الفريقين ولا نعتبر ما يخالف قيمنا وحضارتنا ألا أنه الشاذ الدخيل والمرفوض بالإجماع, ولولا أن ظروفا نعيشها وواقعا فرض علينا كشعب وأمة تعطي نفسا لهؤلاء المنبوذين فيدعون ويمارسون العنف والشذوذ والبلطجة

نحن بحاجة إلى رفع الهمم والتأكيد على الهوية والانتماء والثوابت القائمة على القيم, وبحاجة أن نعززها بيننا رغم الظروف وقسوتها وتآمر المحيطين بنا, ولا يتأتى هذا الانتصار للقيم والفطرة إلا بجهودنا الذاتية ممارسة وتربية لأبنائنا على تعاليم وقيم ديننا الحنيف وعاداتنا الأصيلة فهو الكفيل الوحيد لحصانتنا ونهضتنا

ومطلوب من أصحاب الفكر, الرافضين للانحراف بكل أشكاله المجتمعية أن يكتبوا ويتكلموا ويتصدوا لكل ناعق ومؤيد وممارس للمظاهر السقيمة الدخيلة

كما على مراكز التأثير في المؤسسات التعليمية والتربوية والجمعيات والأطر الفاعلة القائمة على القيم أن تنبذ وتعارض من يمارس ومن يدعم هذا الانحراف من أفراد وقيادات وجمعيات...

وبالتالي نقول لأهلنا لا تخافوا ولا تيأسوا فمجتمعنا منتصر رغم الظروف لأننا الأصل والثابت الرباني (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)