كلمة العدد – نشرة الوفاء حزيران 2020
لا للعنف
لا شك أن آفة العنف والجريمة المنظمة وغير المنظمة التي تجتاح مجتمعنا في الداخل الفلسطيني باتت مقلقة جداً، ففي الآونة الأخيرة ارتُكبت 9 جرائم قتل خلال 10 أيام وهذا أمرٌ جلل.
وإننا إذ نرفض العنف الداخلي فإننا لا نقبل بحال من الأحوال العنف على خلفية عنصرية الذي يتعرض له العربي، لا لشيء إلا لأنه عربي أو " تجرّأ" وتحدث العربية.
وفي الوقت الذي كانت فيه الشرطة الإسرائيلية من المفروض أن "تساعد في الحل" هي طرف وهي جزء من المشكلة، فهي بذاتها تتنمّر على العربي من منطلقات عنصرية،وبرصاصها قُتل العشرات من أبناء مجتمعنا منذ العام 2000 وإلى يومنا هذا، وعن الاعتداءات غير المبررة فحدّث ولا حرج، وما حادثة الاعتداء الوحشي على أبناء عائلة الحوامدة في مدينة اللد بمن فيهم الجدة الثمانينية عنا ببعيدة.
كل ما ورد ذكره يدعو الجميع إلى تحمّل المسؤولية، وأن يأخذ كلٌ منا دوره في موقعه.
إرفعوا أيديكم عن مقبرة الإسعاف
كمسلمين وكعرب وكفلسطينيين تربينا على أن للميت حرمة لا يجوز انتهاكها، وعلى صعيد أوسع فإن كنس ومقابر اليهود في الدول المسلمة والعربية تلقى الرعاية والعناية ولم تكن يوماً هدفاً للاعتداءات، أما المؤسسة الإسرائيلية فإنها تتفنّن في نبش قبور موتانا، فلا كرامة لحي ولا لميت، وفي هذه الأيام تتعرض مقبرة الإسعاف في مدينة يافا للحفر والتجريف على يد بلدية تل أبيب " مدينة الأنوار"، من أجل إقامة مشروع لإيواء
" المشردين".
إن المشاعر الإنسانية الصادقة لا تعرف الإزدواجية، فأي مشاعر إنسانية هذه تجاه " مشردين" بإقامة مشروع لهم " عبر " تشريد" عظام موتانا، ولكنها الحقيقة، فالمؤسسة الإسرائيلية أَلِفت الهدم والتدمير والتخريب والتشريد في ديارنا منذ العام 1948 وحتى يومن هذا.
لا لتثبيت الاحتلال" مخطط الضم"
في هذا المقام نؤكد ما سبق وأكدناه في بيان صادرعن الوفاء والإصلاح يوم
4-6-2020، فالقضية الفلسطينية تمر بمرحلة جديدة من تاريخها، يصفها البعض بالنكبة الثانية، تتمثّل في خطة صهيوأمريكية - عربية لتصفيتها من خلال ما سُمّي بصفقة القرن المشؤومة، ويبدو أن شرعنة وتثبيت احتلال أراضي الضفة الغربية التي تجثم عليها المستوطنات الاحتلالية ومنطقة شمال البحر الميت مع منطقة الأغوار الفلسطينية هي فصل فيما يسمى ب " صفقة القرن" سيئة الصيت، وقد باتت القيادة الإسرائيلية تعلن عن استعدادها للقيام بذلك، مدعومةً بمواقف بعض الأنظمة العربية التي باتت تتواصل وتهرول نحو التطبيع معها جهارًا نهارًا، ولا تخفى علينا الممارسات القمعية في القدس والأقصى إمعانا في فرض واقع يتناسب مع الخطة المشؤومة إياها.وإمعانًا في التنكر لحق العودة لم يغفل الجانب الإسرائيلي قبيل ذكرى النكسة عن تجديد" قانون" منع لمّ شمل العائلات الفلسطينية موضحًا أن هذا الحق الإنساني هو " ممارسة لحق العودة من الباب الخلفي" على حد تعبير بعض أذرع المؤسسة الإسرائيلية.
ولكي تبقى فلسطين بجغرافيتها وتاريخها وقضيتها وروايتها وشعبها كله حاضرة في وجدان كل حر وغيور وشريف،وفي المحافل الدولية فلا بد من وحدة البيت الفلسطيني و دفن اتفاقية أوسلو المشؤومة بكل تبعاتها وتفاصيلها، فالجانب الإسرائيلي داسها منذ زمن بعيد،ونحن في الداخل مطلوب منا وواجب علينا التمسّك بالثوابت الفلسطينية وتثبيتها في وعي الأجيال بعيدًاعن مشاريع الأسرلة والاندماج التي غدت تغزو مجتمعنا، وبعيدًا عن الخطاب الهجين والخطير لبعض قادة الجمهور العربي في البلاد.