بقلم أ. يوسف كيال

نكبه .. نكسة .. ضم .. نصر

لا يزال مسلسل الظلم والقهر الذي تمارسه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مستمراً حتى يومنا هذا، هذا الظلم الذي يتجسد في تطبيق سياسات اقتلاع العرب الممنهج من الأرض والتعرض لهم بالقتل وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وإرهاب الفلسطينيين في ديارهم وعلى أرضهم، إذن هي حرب على الأرض والإنسان والنبات.

ولهذه السياسة سجل التاريخ محطات، أولها النكبة عام 1948 التي تم فيها احتلال غالبية فلسطين وتهجير ثلثي الشعب الفلسطيني وهدم البيوت ,ثم النكسة عام 1967 والتي تم فيها الاستيلاء على بقية الأرض واحتلال تاج الوطن – القدس ودرته الأقصى المبارك، ثم تطل علينا المؤسسة الإسرائيلية وحاضنتها الإدارة الامريكية في السنوات الأخيرة بمخططات ومبادرات تهدف لتكريس الاحتلال وفرض معادلات جديدة تخدم في محصلتها المشروع الصهيوني وأطماعه التي لا حدود لها، وتزيد معاناة الشعب الفلسطيني في كل تفاصيل حياته وأينما تواجد أبناؤه .

هناك عدة عوامل وأسباب تجعل المؤسسة الإسرائيلية تتوغل وتتغول في ظلمها وتمارس هذه العربدة السياسية والعسكرية دون تردد وبوتيرة متسارعة، أول هذه العوامل هي حقيقة هذن المؤسسة ، فالحكومات التي تتوالى على إدارتها هي ذات عقليه احتلاليه بطبيعتها ولا مكان للاعتراف الحقيقي بحق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره على اجندتها السياسية او عقيدة سلوكها،
ثاني هذه الاعتبارات هو هذا التواطؤ غير المسبوق للأنظمة العربية وتردي أداء جل حكام الدول العربية لينزل إلى مستوى التماهي مع سياسة المؤسسة الإسرائيلية والانبطاح أمام أبواب التطبيع وممارسة الظلم والقهر تجاه شعوبهم وتغيير أولويات وطموحات هذه الشعوب بحيث تكون لقمة العيش في أعلى سلم الأولويات والهموم الوطنية القومية والغيرة على الكرامة الوطنية ومناصرة الشعوب المقهورة خاصة الشعب الفلسطيني في هامش الاهتمامات.
 
وبالإضافة لكل هذا فقد وجد الاحتلال أرضية خصبة في فرض أجندات سياسية , ثقافية واجتماعية دخيلة على شعبنا وتخدم الاحتلال وتقتل التطلعات الوطنية الشرعية لشعبنا الفلسطيني في ظل غياب قيادة واعدة وواعية قادرة على تحمل المسؤوليات التاريخية لأبناء هذا الشعب المحتل( تحت الاحتلال).

فلا شك أن النهج في التعاطي مع معادلة سلطة محتلة وشعب محتل يجب ان تفرض على الشعب المحتل انتهاج أساليب مختلفة للتعاطي والتعامل مع الظلم من الطرف الاخر وعدم التقوقع في انتهاج "نضال" ذي لون واحد غير ديناميكي، سقفه دخول كنيست هنا وتقديم بعض الخدمات المدنية هناك وحدث ولا حرج عن الفساد والرشوة والتماهي مع سلطات الاحتلال بصورة مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة الى كل ذلك وجود الحاضنة الدولية الدافئة والثابتة واللامحدودة لسلطات الاحتلال خاصة من الغرب والولايات المتحدة .
على الاحتلال ألا يفرح كثيراً بهذه البحبوحة المتاحة له في التمادي في الظلم في هذه الفترة التاريخية فإنه فإنه الغباء والعمى أن يدعي...أن يدعي شعب أنه استعاد حقه بعدآالاف السنين، ألا يستوعب أن دائرة التحرر من الظلم لا تستثني أحداً، وجدير به أن يدرك ويعلم علم اليقين أن الظلم الى زوال والاحتلال الى زوال وانه بعد النكبة والنكسة والضم و"صفقة" ترامب والتنسيق مع بعض الحكام العرب الساقطين هناك نصر وأي نصر لأن الضعيف لا يبقى ضعيفا، ولا يضيع حق له مطالب....