بقلم الشيخ حسام أبو ليل

رئيس حزب الوفاء والإصلاح

 

معركة الوعي في تثبيت الحق الفلسطيني

 

نحن كشعب أصلي في هذه الديار المباركة سلب منا الكثير, وما زالت عملية السلب والنهب من قبل المؤسسة الإسرائيلية لكل ما هو عربي مع تعمد طمس المعالم في كثير من الأماكن واستغلالها بشكل فض في "مصالح", وفق ادعائهم, ولكن يلاحظ تعمد استهداف المعالم والأوقاف الإسلامية في تعد سافر على حرمة الحي والميت في هذه المعالم التي هي من أصل هويتنا وانتماء هذه الأرض لشعبنا وأمتنا, ضاربة عرض الحائط بكل المشاعر الإنسانية والثوابت الأخلاقية, فالأوقاف خاصة, عدا سائر المعالم, تدل دلالة واضحة على تاريخ وحضارة وهوية وانتماء, لذلك تستهدف أكثر من غيرها

صحيح أن الفعاليات والأطر والهيئات الحزبية والمجتمعية لها جهود متفاوتة تجتهد من خلالها في الدفاع عنها، وإن كنا نتطلع إلى مزيد من العمل الموحد على صعيد لجنة المتابعة بشكل خاص، في ظل ركود وفتور شعبي له أسباب متشعبة، فنحن بحاجة لاستنهاض الهمم واستغلال الطاقات، وكما قالوا في المثل الشعبي "ما بحك جلدك إلا ظفرك"، فنحن معا أقوى خلف ثوابتنا وفي الميدان.

لكن الأصعب في معركة الحفاظ والدفاع عن ثوابتنا ومعالمنا المنتهكة هو محاولة حرف الوعي العربي عن أحقيتنا التاريخية والدينية في هذه الأرض ووضع ثوابتنا الوطنية والاسلامية في سوق التفاوض والمساومة, والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات لإرضاء المحتل أو كسب فتات مادي, حتى رأيت, مع الأسف, ازلاق الخطاب والنضال حتى صار النقاش حول دعم أو تفويض جنرالات الدم أو القيادات العنصرية وجعل الهم الأكبر لنا كشعب له امتداد وجذور وقضية, هو الهم الاقتصادي مما يضعف جذوة النضال المشروع كحق, بكل المتاح من وسائل للحفاظ عليها او استرجاعها، وهذا الحرف مع الأسف  يأتي من قيادات سياسية أو فكرية عربية

إن معركتنا على الأرض مع هذه الإجراءات الاحتلالية الاستفزازية بحق معالم هويتنا وحضارتنا على أهميتها ولكن الخطر الذي يجب مواجهته مع هذا النضال هو الوعي والتثقيف للأجيال القادمة التي يراد لها أن تنسلخ عن جذورها ودورها في الحفاظ واسترجاع موروثنا الحضاري والوطني

إن الدور الكبير في معركة الوعي يلتقي فيه كل صاحب مسؤولية من موقعه وحسب إمكاناته كتابة أو إسماعا أو نشاطا ... السياسي والمربي وخطيب الجمعة والواعظ والمفكر الأكاديمي والوالد والمرشد الاجتماعي أو الشبابي...

يجب على شبابنا وأطفالنا أن يعوا أننا أصحاب الحق ولا تنازل تحت أي مبرر أو ظرف, ولا مكان لسياسة فرض الأمر الواقع, الباطل أصلا, وبلا أدنى حق حتى لو اعترف من اعترف او تواطأ وتنازل, ولا حتى التسليم لضعفنا المادي, فصاحب الحق أقوى, وإن طال الزمان فلا بد من استرجاعها وعودة أصحاب الأرض الى أرضهم, ولا يزول حقنا بالتقادم أو تحت أي مسمى, ويجب علينا تعريفهم بمعالم أرضنا وشعبنا وقراهم ومقدساتهم, ولا يجوز في غمرة النشاطات الترفيهية أو فرض المناهج على أولادنا أن ينسوا أو تترسخ في عقليتهم وعلى السنتهم أسماء مزيفة لمعالمنا وهوية أرضنا.

الوعي والثبات والعزيمة والنضال الميداني المختلف والمستمر سلاحنا القوي لتثبيت واسترجاع حقوقنا