بقلم المستشارة الاسرية- دانية خالد حجازي

 

الخلافات الزوجية وأثرها على الأبناء

 

إن أفضل ما يقدمه الأبوان لأولادهما هو المحبة والاحترام بينهما في حياتهما الزوجية ، بكلام آخر إن اهم ما يبذله الوالدان للاستقرار النفسي داخل الأسرة هو الحب والسكينة وحسن العشرة، لتكون راحة وسكنًا لهم من متاعب الحياة، وبالتالي فان الشخصية القوية السوية التي يبحث عنها الوالدان لأبنائهما متوقفة على مدى اجواء المحبة والانسجام والاحترام والتفاهم بين الزوجين، فان هذه الاجواء تنعكس مباشرة على صحة الأبناء النفسية وتسهم في صقل شخصياتهم، والقدرة على مواجهة مشكلات الحياة، والعكس تمامًا ، حينما تتحول حياة الزوجين إلى اضطرابات في العلاقة وتحدث المشاكل الزوجية أمام الأبناء، دون مراعاة للآثار السلبية المحطِّمة لنفسية الأولاد.

تؤكد الدراسات أن الأبناء بمختلف أعمارهم، بمرحلة الرضاعة  كانوا أو بالغين فإنهم يتأثرون سلبًا من الخلافات الزوجية التي تنشب أمامهم، فهؤلاء الأولاد يكونون أكثر عنفًا وعدوانيًة ، كما أنهم يكونون أقل تقديرًا لأنفسهم، دائما ما يشعرون بالخوف وعدم الأمان  ، توتر في علاقاتهم مع الآخرين  وغالبًا ما يُصابون بالقلق والاكتئاب، ما قد يؤدي الى اضطرابات صحية ونفسية قد تحمل بعضهم على الانتحار، وقد تكون هذه الظروف دافعًا لانحراف وتفكيك الأسرة وتشتت شملها، وينتج عن ذلك شعور لدى الأولاد بعدم الأمان الاجتماعي.

لذا اهتم الإسلام بالعلاقة بين الزوجين، ووصف الأدوية الربانية لها، حفاظًا لكيان الأسرة من التفكك وصيانة الأبناء من التشرد والضياع، وأكد لنا أن الحب والمودة والرحمة بين الزوجين والأهم طاعة الله فهي تورث الطمأنينة والسكينة، قال تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}وقوله تعالى: { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } هذا التوجيه الرباني يدفعنا إلى إرسال رسالة لكل شاب وشابة مقبلين على الزواج بأن يختارالواحد منهم شريك حياته على أسس وقيم ومعايير إيمانية وأخلاقية .

ثم قد يقول قائل ماذا عن خلافات الازواج كيف نتفاداها ؟، الحل الأمثل والأصح للخلافات الزوجية أن يعي الازواج أن الخلافات والنزاعات التي يصعب حلها بالحوار الهادئ ، نستطيع أن ندخل طرفًا ثالثًا لحلها، وننصح في هذا الزمان بالتوجه إلى استشاري متخصص وثقة يساعد الزوجين للوصول إلى حل للمشكلة التي عكّرت صفو حياتهم.