إعداد د. حسن صنع الله
قراءة في كتاب مدخل إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين
كتاب "مدخل الى قضية اللاجئين الفلسطينيين" Introduction to the Issue of Palestinian Refugees، لمؤلفه محسن محمد صالح، والصادر عام 2019 باللغة الإنجليزية عن مركز الزيتونة للدراسات بالتعاون مع أكاديمية دراسات اللاجئين، والواقع في 72 صفحة، يسلط الضوء على قضية اللاجئين الفلسطينيين، ويعرض الخلفيات التاريخية المتعلقة بقضية فلسطين وشعبها، ونشوء قضية اللاجئين الفلسطينيين.
يقدم هذا الكتاب خلفية تاريخية عن القضية الفلسطينية وعن ظهور قضية اللاجئين، ولكنه لم يعالج أوضاع اللاجئين ومعاناتهم في أماكن لجوئهم ووضعهم السياسي والقانوني، مما يستوجب القيام بدارسة أخرى تغطي هذه الجوانب، وهذا ما يعد به الكاتب.
يشير الكاتب إلى أن قضية اللاجئين هي مثال واضح على الظلم الرهيب الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، موضحا أن الدعم الغربي الذي حظيت به إسرائيل كان وراء تجاهل محنة اللاجئين وحقوقهم الأساسية ، وقد شكل هذا الدعم أيضًا عقبة أمام تطبيق عشرات القرارات الدولية التي نادت بحق العودة لللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.
يتناول الكتاب مزاعم الحقّ التاريخي لليهود في فلسطين ويسعى إلى تفنيدها من خلال عدة قرائن تاريخية منها عل سبيل المثال لا الحصر، أن العرب سكنوا البلاد قبل قدوم بني اسرائيل للبلاد ب 1500 سنة على أقل تقدير، كما ويتناول نشأة المشروع الصهيوني، والاحتلال البريطاني لفلسطين (فالكاتب بوصفه "الانتداب" البريطاني بالاحتلال ينزع الشرعية عن هذا الانتداب، وعليه فإن مصطلح الاحتلال البريطاني يجب تذويته عند الكتاب العرب والفلسطينيين)، وظهور الحركة الوطنية الفلسطينية، وقرار تقسيم فلسطين، وصولاً إلى حرب سنة 1948، التي أدت إلى ظهور مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، الذين زعمت الدعاية الصهيونية ومن يناصرها أنهم رَحَلوا عن فلسطين بناء على رغبتهم بعد نداء عربي طالبهم بذلك، مع أن الصهاينة "على زعم الرواية الصهيونية" طالبوهم بالبقاء، وهو ما يدحضه المؤلف من خلال البراهين مثل، بحث الصحفي الايرلندي "ارسكين تشيلدرز" (1961) الذي فنّد العديد من المزاعم الصهيونية ذات الصلة كعدم وجود نداء في الإذاعات العربية تطالب الفلسطينيين بالرحيل، المجازر والتطهير العرقي ووجود ما يسمى الخطة "د" لتطهير فلسطين من الفلسطينيين...
يبرز الكتاب مجموعة من الحقائق والأرقام الإحصائية لأعداد اللاجئين الفلسطينيين، وخريطة وجودهم حول العالم. ويذكر أن حوالي نصف الشعب الفلسطيني يعيش خارج أرض فلسطين، وأن أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني يحمل صفة لاجئ، حيث يوجد أيضاً نحو مليوني فلسطيني من لاجئي 1948 يقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويتحدث الكتاب أيضاً عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في ظلّ القرارات الدولية كالقرار 194 الخاص بحق العودة لللاجئين والذي تم تأكيده من قبل الامم المتحدة اكثر من 120 مرة ولكن المؤسسة الاسرائيلية رفضت تطبيقه، ومفاوضات التسوية السلمية التي أضعفت الموقف الفلسطيني خلال الخمسة وعشرين سنة الماضية.
الكتاب ذات أهمية وهو غني بالمعلومات والإحصاءات المُحَدّثة، وقد تم تزويده بالكثير من الجداول والرسوم البيانية المتعلقة بموضوع اللاجئين.